قد تكون الهواتف المحمولة أهم الاختراعات التكنولوجية في العصر الحديث، لما لها من مميزات عديدة معروفة للجميع. لكن الباحثين وجدوا أن اعتمادنا اليومي على الأجهزة الموجودة في كل مكان يمكن أن يكون له عواقب سلبية خطيرة على صحتنا الجسدية والعقلية. سوف نستعرض هنا أضرار الموبايلات التي قد تحدث دون أن نشعر نتيجة الاستخدام الخاطئ والمكثف للهواتف المحمولة.
متلازمة الرقبة النصية “Text Neck Syndrome”
يقضي مستخدمو الهواتف الذكية ما معدله ساعتان إلى أربع ساعات يوميًا وهم منحنين، يقرؤون رسائل البريد الإلكتروني، أو يرسلون رسائل، أو يتفقدون مواقع التواصل الاجتماعي. هذا يتراوح بين 700 إلى 1400 ساعة في السنة. أصبح هذا الموقف منتشرًا لدرجة أن دين فيشمان، مقوم العظام الأمريكي، أطلق عليه اسم “متلازمة الرقبة النصية” لجعله حالة منفصلة.
تشير هذه المتلازمة إلى إصابة إجهاد متكررة في الرقبة ناتجة عن وضع رأسك في وضع أمامي لفترة طويلة. يؤثر الوضع المعلق إلى الأمام على انحناء العمود الفقري العنقي وعضلات العنق والكتف والأربطة الداعمة. وفقًا لمراجعة من EC Orthopedics، “تؤثر هذه المتلازمة بشكل مباشر على العمود الفقري أثناء ثني الرأس للأمام بدرجات متفاوتة: عندما يميل الرأس للأمام 15 درجة، ترتفع القوة على الرقبة إلى 12 كجم، عند 30 درجة 18 كجم، عند 45 درجة 22 كجم وعند 60 درجة 27 كجم”. لإعطائك فكرة عن مقدار الإجهاد الإضافي على رقبتك، تخيل أنك تحمل طفلًا يبلغ من العمر 8 سنوات حول عنقك لمدة ساعتين إلى أربع ساعات.
يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت في النظر إلى هاتفك إلى إجهاد عضلات الرقبة والتسبب في ضيق أو تقلصات. قد تصاب بألم عصبي يمتد إلى ظهرك أو كتفك وأسفل ذراعك. يجب أن تأخذ فترات راحة كل 20 دقيقة على الأقل. حاول ألا تنحني للأمام. من المفيد رفع هاتفك إلى مستوى أعلى عند إرسال الرسائل النصية أيضًا.
الجراثيم
من الطبيعي أن يكون هاتفك المحمول معك في كل مكان، ولكن هل قمت بفحصه من قبل بينما كنت في أحد الأماكن العامة؟ ومتى كانت آخر مرة قمت فيها بتنظيفه؟ من المنطقي أنه قد يكون هناك بكتيريا أو فيروسات أو جراثيم أخرى عليه.
وجدت إحدى الدراسات أن هاتفًا واحدًا من كل ستة هواتف يحتوي على بكتيريا الإشريكية القولونية “E. coli bacteria”، ربما لأن الناس لم يغسلوا أيديهم جيدًا. الجيد في الموضوع، أن سطح الهاتف صلب، مما يجعل من الصعب على الجراثيم البقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، ربما يكون من الجيد تنظيف الهاتف من آن لآخر.
وضع غريب للهاتف
هل سبق لك أن وضعت الهاتف بين كتفك وأذنك بينما تفعل شيئًا آخر؟ من البديهي أن ذلك ليس الوضع الطبيعي. اذا فعلت ذلك لفترة طويلة ستلاحظ على الأرجح أن رقبتك تؤلمك. إذا كنت لا تستطيع تجنب ذلك، خذ فترات راحة وحرك رقبتك في اتجاهات أخرى.
الكتابة أثناء القيادة
يستغرق إرسال رسالة نصية 5 ثوان فقط من انتباهك، وقد يبدو ذلك سريعًا جدًا، وليس ضار. لكنه يعتبر من أخطر أضرار الهواتف، يقول العلماء أن هذا يعني أنك تكون أكثر عرضة بنسبة 23 مرة للاصطدام. والخطر هو نفسه سواء كنت تكتب أو “نصًا صوتيًا”.
التحدث أثناء القيادة
تقول الاحصاءات أنه من المحتمل أن تقوم بالاصطدام 4 مرات أكثر عند القيام بالتحدث أثناء القيادة. إنه سبب في أكثر من مليون حادث في السنة، أو 20٪ من جميع حطام السيارات، بما في ذلك تلك الحوادث المميتة التي تؤدي للوفاة.
التصفح ليلا
من المعروف أن الكثير من الضوء ليلاً يمكن أن يؤدي الى اضطراب في النوم، و الضوء الأزرق الذي ينبعث الموبايل سيء بشكل خاص.
مخاطر الاصابة بالسرطان؟
لا تظهر الدراسات أي صلة قوية بالسرطان لدى البشر. إنه شيء يواصل العلماء دراسته. إذا كنت قلقًا بشأن الإشعاع الصادر من الهواتف المحمولة، فيمكنك الحد من استخدام هاتفك المحمول، أو استخدامه في وضع مكبر الصوت أو مع سماعة رأس أو سماعة أذن.
التهاب مفاصل الإبهام
في حين أنه ليس من الواضح أن استخدام الهاتف المحمول يسبب بالفعل التهاب مفاصل الإبهام، إلا أنه بالتأكيد يمكن أن يجعل الأعراض أسوأ. يسبب التهاب مفاصل الإبهام الذي يؤدي الى ألم ووجع عند قاعدة إبهامك، حيث تلتقي بالرسغ.
التشويش على الأجهزة الطبية
إذا كنت تستخدم هاتفك المحمول بالقرب من الأجهزة الطبية مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب، فقد لا تعمل بالطريقة التي من المفترض أن تعمل بها. يمكن للهواتف أن تتداخل أيضاً مع أنواع معينة من أجهزة المساعدة على السمع.
مشاكل العين
يمكن أن يؤدي الطول الموجي الأقصر للضوء الأزرق الذي ينبعث من الهواتف الذكية إلى إجهاد عينيك بسرعة كبيرة ويسبب الألم. حتى أنه قد يضر بالقرنية ويضر بصرك. إذا لاحظت هذه المشكلات، فمن الأفضل أن تحد من وقتك مع الأجهزة الرقمية ذات الضوء الأزرق مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، أو على الأقل أن تأخذ فترات راحة لإراحة عينيك.
أخطاء الرعاية الصحية
من أضرار الهواتف أيضاً تشتيت الانتباه أثناء أداء عمل ما. على سبيل المثال، إذا كان الأطباء أو الممرضات يستخدمون هواتفهم، فقد يزيد ذلك من احتمال حدوث أخطاء. وجدت إحدى الدراسات أن الأخطاء في التحقق من الأعراض وفي العلاج المناسب قد ارتفعت بنسبة تزيد عن 12٪ بسبب مقاطعة واحدة من الهاتف.