ترتبط المدن الذكية بالمبادرات التي تستخدم الابتكار الرقمي لجعل تقديم الخدمات للمواطنين بشكل أكثر كفاءة وبالتالي زيادة القدرة التنافسية الإجمالية للمجتمع. تعد المدينة الذكية حلاً جديدًا للاستفادة الفعالة من الموارد الطبيعية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وكذلك تحقيق التنمية الاقتصادية. ومع ذلك، لتحقيق النجاح في التحول الى مدينة ذكية، يجب التغلب أولاً على التحديات التي تواجه هذا التحول.
أهم التحديات التي تواجه المدن الذكية
- تحديات مالية
كشف تقرير صادر عن SmartCitiesWorld أن التمويل هو التحدي الأكبر لتنفيذ استراتيجية المدينة الذكية. إن جعل المدن ذكية يعني بناء بنية تحتية ذكية ومعقدة لتطبيق التقنيات الرقمية. إلى جانب ذلك، يجب دمج العديد والعديد من الأجهزة الذكية لجمع البيانات. بالإضافة إلى ذلك، لضمان نجاح المدينة الذكية، يتعين على الحكومات توظيف عدد كافٍ من خبراء التكنولوجيا ومخططي المدن. كذلك يجب مراجعة الأجهزة المثبتة بشكل متكرر للصيانة. كل هذا يستهلك الكثير من المال.
يجب على الحكومات محاولة ايجاد حلول عن طريق التمويل الذاتي من الخدمات التي ستقدمها المدينة، والتفكير في وضع استراتيجية لإنشاء مصادر إيرادات مناسبة.
- قلة المهنيين ذوي الخبرة
التحدي الأكثر صعوبة للمدن الذكية هو نقص المهنيين المهرة ذوي الخبرة. يتطلب إعداد استراتيجية لبناء مدينة ذكية، وتحديد المجالات التي سيتم فيها استخدام التقنيات، وتشغيل هذه التكنولوجيا وصيانتها، يتطلب ذلك خبراء تقنيين على مستوى عالي من الكفاءة.
يجب على الحكومة والهيئات المعنية الحرص على توظيف الكفاءات المطلوبة قبل البدء في خطط مشاريعهم. كذلك يجب الاهتمام بالتدريب المستمر للأفراد على التقنيات الحديثة.
- اتصال الشبكات غير مستقر
عند بناء المدن الذكية، يتم تثبيت العديد من أجهزة الاستشعار والكاميرات في كل مكان. تجمع أجهزة الاستشعار هذه وترسل كميات كبيرة من البيانات في الوقت الفعلي. يجب أن يتم تحليل ومعالجة البيانات المجمعة على الفور تقريبًا من أجل الإدارة الفعالة لعمليات المدينة. وللمعالجة الفورية، يعد الاتصال بالإنترنت عالي السرعة شي ضروري لا يمكن الاستغناء عنه في أي لحظة.
- مخاطر الأمن السيبراني
تشير بعض التقديرات إلى أن عدد الأجهزة الذكية التي ستُستخدم في المدن الذكية ستتجاوز مليار جهاز بحلول عام 2025. ستنقل هذه الأجهزة المتصلة بالإنترنت كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي. على الرغم من أن هذه البيانات تساعد في توفير الكفاءة في وظائف المدينة المختلفة، إلا أنها تمثل مخاطر أمنية خطيرة لا يمكن تجاهلها.
تحتوي البيانات من ساحات الانتظار وكاميرات المراقبة ومحطات شحن السيارات الكهربائية وأنظمة GPS على معلومات سرية عن المواطنين. اذا حدث اختراق للشبكة، يمكن للمجرمين الوصول بسهولة إلى البيانات واستخدامها لأغراض غير قانونية. ولذلك يجب على الحكومات ومحترفي تكنولوجيا المعلومات تعزيز الحدود الأمنية للأجهزة الذكية المستخدمة وللبنية التحتية المعلوماتية.
- التحديات الإدارية والتنظيمية
عادة ما تشمل مشاريع المدينة الذكية أصحاب مصلحة مختلفين. لذلك، تحتاج مشاريع المدينة الذكية إلى إدارة أكثر ذكاءً. لإنجاح مشروع المدينة الذكية، يجب أن يشترك أصحاب المصلحة في العملية برمتها، ولكن أيضًا أن يكون لديهم الكفاءات والمعرفة ذات الصلة للتنسيق بين جميع أصحاب المصلحة في مجالات الخبرة المختلفة.
- التحديات الاجتماعية
عندما يتعلق الأمر بضمان إدماج الناس في مبادرات المدن الذكية، يمكن أن تكون أمثلة المبادرات المنفذة غير الناجحة مفيدة للغاية. قد يؤدي الفشل في دمج الناس وعزوفهم عن استخدام الخدمات المقدمة، إلى فشل التجربة ككل. على سبيل المثال، قد تفشل مدينة في إطلاق مبادرة رعاية صحية للمواطنين المسنين لأن معظمهم لا يعرفون كيفية استخدام التكنولوجيا. وبالتالي، يجب تنفيذ مبادرات المدن الذكية بطريقة تعزز الاندماج الاجتماعي وتتحدث إلى جميع فئات المواطنين، وليس فقط الميسورين وذوي الخبرة في مجال التكنولوجيا.
يعد تحديد التحديات التي تواجه المدن الذكية وحلها عملاً مشتركاً. ليس فقط الحكومات ولكن أيضًا المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والمنظمات الخاصة والمواطنين يجب أن يجتمعوا معًا للعمل من أجل هدف مشترك – نجاح المدينة الذكية.