أهم خمس توجهات للمدن الذكية في عام 2022

تعتمد المدن الذكية في بناءها على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، على نحو يسمح بإنشاء مساحات يتفاعل فيها البشر والتكنولوجيا بطرق جديدة وأكثر اتصالاً وذكاءً. يتم ذلك عن طريق دمج البيانات والتقنيات الرقمية لتقديم خدمات أفضل للمقيمين وحل المشكلات العامة. ومن المتوقع أن تؤدي الشعبية المتزايدة لشبكة الجيل الخامس والانتشار العالمي للهواتف الذكية واعتماد إنترنت الأشياء المتزايد إلى تسريع تقنيات المدن الذكية. والآن هناك طرق جديدة يمكن أن تغير بها التكنولوجيا المدن, وسوف نستعرض هنا أهم التوجهات للمدن الذكية في عام 2022.

1. الصحة الذكية

لقد أوضح وباء كورونا أن الضغط الكبير على الأنظمة الصحية قد يؤدي الى انهيار هذه الأنظمة. يمكن للتقنيات الذكية أن تقلل الضغط على النظم البيئية للرعاية الصحية من خلال دعم ليس فقط التشخيص والعلاج، ولكن أيضًا الرعاية الذاتية الوقائية.

بالاعتماد على تحليلات البيانات، يمكن تخصيص الرعاية الصحية للأفراد وعائلاتهم. على سبيل المثال ، يمكن للتطبيقات مراقبة الحالات المزمنة وتسهيل مراقبة المريض عن بُعد. على سبيل المثال، أطلقت شيكاغو برنامج Healthy Chicago 2025 في عام 2020 – وهي خطة تتمحور حول الحد من التفاوتات في تقديم الرعاية الصحية.

2. الأمان الذكي

اكتسبت القياسات الحيوية والتعرف على الوجه والكاميرات الذكية والمراقبة بالفيديو جميعها قوة دفع كبيرة مع زيادة استخدامها بواسطة رجال إنفاذ القانون. تساعد هذه التقنيات المدن على تحديد الأنماط والاتجاهات في بيانات الجريمة، وتقليل أوقات الاستجابة واستكشاف امكانية التنبؤ بالجريمة. وفقًا لتقرير McKinsey، يمكن أن يؤدي استخدام هذه التطبيقات إلى تقليل جرائم القتل بنسبة 80٪ وحوادث الاعتداء أو السرقة بنسبة 30٪. 

ولكن على الرغم من أن هذه التقنيات توفر امكانيات رائعة، إلا أن خصوصية المواطنين وحريتهم وحرياتهم المدنية تظل ذات أهمية قصوى. سيتعين على المدن أن تكون حريصة على التعامل مع القضايا الأخلاقية والتنظيمية المصاحبة لاستخدام مثل هذه التقنيات، وتجنب التمييز ضد أحياء أو مجموعات سكانية معينة.

3. الطاقة الذكية

إلى جانب الاستثمار في الطاقة النظيفة، يمكن للمدن الذكية استخدام التكنولوجيا لمراقبة استخدام الطاقة في الوقت الفعلي وتحسين استهلاك الطاقة. في عام 2019، قدر التحالف من أجل التحولات الحضرية أن المدن يمكن أن تخفض الانبعاثات بنحو 90% بحلول عام 2050 باستخدام تقنيات مجربة. يتضمن ذلك استخدام مواد مستدامة وتصميمات صديقة للبيئة وموفرة للموارد وأنظمة تعمل بالطاقة المتجددة وتقنيات رقمية للتكيف مع الاستخدام. 

في أمستردام، تحتوي المنازل على عدادات طاقة ذكية لتشجيع خفض استهلاك الطاقة بينما خفضت بكين الملوثات المحمولة جواً بنحو 20% من خلال تتبع مصادر التلوث وتنظيم الأنشطة وفقًا لذلك. تقوم شركة Schenectady في نيويورك بترقية مصابيح الشوارع الخاصة بها إلى تقنية LED، والتي يمكن تعديلها أو تعتيمها بناءً على بيانات الوقت الفعلي.

4. البنية التحتية الذكية

تشكل البنية التحتية العمود الفقري لكل مدينة، وتعتبر من أهم توجهات المدن الذكية لعام 2022. يمكن للتكنولوجيا أن تحسن الأبنية القائمة بعدة طرق – من المباني الخضراء إلى أنظمة إدارة النفايات إلى تنظيم المرور. على سبيل المثال، يهدف مخطط Green Mark في سنغافورة، إلى جعل 80% من مباني المدينة خضراء. 

تتوقع شركة Gartner وجود أكثر من 4 مليارات جهاز متصل بإنترنت الأشياء في المباني التجارية الذكية بحلول عام 2028، مدعومة بالبنى التحتية للاتصالات، مع شبكة 5G وشبكة Wi-Fi عالية الكفاءة جنبًا إلى جنب مع المرافق الذكية مثل الطاقة والنفايات والمياه. تشمل التقنيات المتوقع استخدامها بشكل كبير، أنظمة التحكم في السدود، وأجهزة استشعار لمراقبة مياه الصرف الصحي والازدحام، وتطبيقات مستشعرات أماكن ركن السيارات، وأجهزة استشعار الإضاءة وأنظمة الكشف عن الحرائق. قد يؤدي هذا إلى مدن أكثر إحكاما وتماسكًا في المستقبل.

5. مواطنون أذكياء 

أخيرًا، تسمح المدن الذكية بجعل أصوات سكانها مسموع بشكل أكبر. تسمح التطبيقات للمواطنين بالإبلاغ الفوري عن المشكلات المحلية، بينما تسمح أنظمة الشبكات المجتمعية للأفراد بالتجمع معًا ومشاركة الموارد. تمهد البيانات المفتوحة والتقنيات الناشئة الطريق للمدن لتكون أكثر تركيزًا على الإنسان.

أضف تعليق