في صفقة هي الأكبر من نوعها على الإطلاق في مجال صناعة الألعاب، أعلنت مايكروسوفت يوم الثلاثاء الماضي رسمياً عن استحواذها على Activision Blizzard، الشركة المصنعة للعديد من الألعاب الشهيرة مثل Call of Duty. تقدر قيمة الصفقة بحوالي 70 مليار دولار أمريكي، ويعد هذا الاستحواذ هو الأكبر أيضاً لشركة مايكروسوفت على مدى تاريخها في مختلف المجالات.
تمتلك مايكروسوفت بالفعل حصة كبيرة في هذا القطاع كواحدة من أكبر ثلاثة مصنعين لمنصات الألعاب. وكانت تقوم باستثمارات كبيرة بما في ذلك شراء Mojang Studios وZenimax صانع “Minecraft” بصفقات بمليارات الدولارات في السنوات الأخيرة. كما أطلقت خدمة ألعاب سحابية شهيرة تضم أكثر من 25 مليون مشترك.
يقول ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت: “تعد الألعاب اليوم أكثر الفئات ديناميكية وإثارة في مجال الترفيه عبر جميع المنصات وسيكون لها دورًا رئيسيًا في تطوير منصات metaverse”. “نحن نستثمر بقوة في المحتوى ذي المستوى العالمي، للدخول في عصر جديد من الألعاب يضع اللاعبين والمبدعين في المقام الأول ويجعل اللعب آمنًا وشاملًا وفي متناول الجميع.”
أما فيل سبنسر، رئيس Xbox، قال “على مدى عقود عديدة، أصبحت الاستوديوهات والفرق التي تعمل في Activision Blizzard مصادر هائلة للفرح والاحترام من مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم”. “نحن متحمسون للغاية لإتاحة الفرصة لنا للعمل مع الأشخاص المذهلين والموهوبين في استوديوهات Activision Blizzard المختلفة Activision Publishing, Blizzard Entertainment, Beenox, Demonware, Digital Legends, High Moon Studios, Infinity Ward, King, Major League Gaming, Radical Entertainment, Raven Software, Sledgehammer Games, Toys for Bob, Treyarch، وكل الفرق الأخرى.”
أضاف سبنسر أيضاً أن مايكروسوفت ستضيف أكبر عدد ممكن من ألعاب Activision Blizzard إلى خدمة Game Pass للكمبيوتر الشخصي وXbox، بما في ذلك الألعاب الجديدة.
تأثير الصفقة علي سوق الألعاب
تقدر شركة تحليل البيانات Newzoo أن ايرادات سوق الألعاب العالمي بلغ 180.3 مليار دولار في عام 2021، وتتوقع أن ينمو إلى 218.8 مليار دولار بحلول عام 2024. وفقًا لـ Newzoo، كانت حصة مايكروسوفت في سوق الألعاب 6.5٪ في عام 2020، وإن إضافة Activision سترفعها إلى 10.7٪.
على صعيد آخر، تسببت صفقة مايكروسوفت البالغة 68.7 مليار دولار للاستحواذ على Activision Blizzard في حدوث صدمة في جميع أنحاء الصناعة هذا الأسبوع، حتى أنها أدت الى تغيير قيمة شركة سوني في السوق العالمية. وانخفضت حصة شركة Sony Group Corp بنسبة تصل إلى 13٪ بعد الإعلان عن صفقة مايكروسوفت، مما أدى فعليًا إلى محو 20 مليار دولار من قيمة شركة سوني. كان هذا أكبر انخفاض في سعر سهم التكتل الياباني منذ أكتوبر 2008، عندما استدعت الشركة 100000 بطارية كمبيوتر محمول بسبب مشاكل مخاطر الحريق المحتملة.
قال أمير أنور زاده أحد المستشارين لبلومبرج: “سيكون أمام سوني تحدٍ هائل للوقوف بمفردها في حرب الاستنزاف هذه”. “مع احتمال إضافة Call of Duty حصريًا إلى قائمة Game Pass الآن، فإن الرياح المعاكسة لشركة سوني ستزداد صعوبة.”