مع استمرار ارتفاع الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، تحولت العديد من المدن الذكية إلى تقنيات الإنفاذ الآلي، مثل كاميرات الضوء الأحمر وكاميرات السرعة التي تصدر مخالفات للمخالفين دون الحاجة إلى وجود الشرطة في الموقع. لقد أثبتت هذه الكاميرات قدرتها على الحد من الحوادث والانتهاكات ولكنها تأتي مع مخاوف سابقة ومستمرة حول الخصوصية.
قالت آن كارلسون، القائمة بأعمال الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة: ”تمثل السرعة الزائدة ما يقرب من ثلث الوفيات على طرقنا وتعرض الجميع للخطر، بما في ذلك الأشخاص في السيارات الأخرى والمشاة وراكبي الدراجات وراكبي الدراجات النارية والأشخاص ذوي الإعاقة”. في عام 2021، لقي أكثر من 1100 شخص مصرعهم في حوادث حيث تجاوز السائق الإشارة الحمراء، وفقًا لـ IIHS.
يتم استخدام كاميرات الضوء الأحمر عند التقاطعات، بينما يمكن استخدام كاميرات السرعة على طول الطريق وقد تكون ثابتة أو متحركة. تلتقط الكاميرات صورة للوحة ترخيص السيارة إذا كان السائق يتجاوز الاشارة الحمراء أو كان مسرعًا. في بعض الولايات، تذهب التذاكر إلى السائق؛ في أماكن أخرى، يتم إصدارها إلى مالك السيارة.
أسباب استخدام تقنيات الإنفاذ الآلي
مع وجود عدد أقل من الضباط في الشوارع، اتجهت المدن الذكية إلى استخدام التكنولوجيا للحد من الحوادث المرورية. قال جون بالدوين، نائب الرئيس التنفيذي للحلول الحكومية في Verra Mobility، وهي شركة لتقنيات التنقل الذكي: “تزيد المدن من عدد أجهزة الاستشعار الموجودة في المدينة لاكتشاف ما يحدث”. توفر Verra Mobility كاميرات للضوء الأحمر والسرعة جنبًا إلى جنب مع أجهزة استشعار الرادار والليدار لحوالي 270 عميلًا في الولايات المتحدة، بما في ذلك مدينة نيويورك وفيلادلفيا، وفقًا لمتحدث باسم الشركة.
في مدينة نيويورك، انخفض متوسط الانتهاكات اليومية لكل كاميرا ضوء أحمر من أكثر من 30 في عام 1994 إلى سبعة في عام 2021، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة النقل بالمدينة. يوجد بالمدينة أكثر من 2000 كاميرا لإنفاذ مخالفات السرعة في مناطق المدارس، وشهدت انخفاضًا بنسبة 73 ٪ في السرعة في مواقع الكاميرات الثابتة من 2019 إلى 2021، مما أدى إلى انخفاض إصابات المشاة بمقدار الثلث.
أدى برنامج كاميرا السرعة في فيلادلفيا على طول شارع روزفلت إلى انخفاض بنسبة 36 ٪ في حوادث التصادم، وفقًا لتقرير أبريل 2023 الصادر عن هيئة السيارات في فيلادلفيا. يوجد في المدينة أيضًا برنامج متزايد لكاميرا الضوء الأحمر، الآن عند 34 تقاطعًا.
وقال بالدوين إنه بالإضافة إلى كاميرات السرعة والضوء الأحمر، فإن المدن تلجأ أيضًا إلى الكاميرات المحمولة لمراقبة انتهاكات حارات الحافلات والدراجات. يتضمن ذلك كاميرات مثبتة على جانب الحافلات المدرسية لمراقبة السائقين الذين يمرون بجانب حافلة مدرسية متوقفة. قال بالدوين إن ولايتين في أستراليا تستخدمان الكاميرات لاكتشاف القيادة المشتتة، لكن لم تسمح أي ولاية أمريكية بذلك.